الاثنين، 14 أبريل 2008

عَزم الغَلَابة الشاعر : هاشم صديق


هاشم صديق
عَزم الغَلَابة
مسكين أنا
ومسكين أبوى
مسكينه أمى..
وبرضه أختى
كمان أخوى
لكن - ورغمَك يا شَقَا-
بَرضُه راكزين زى بَلد
الليل سَرَحَ فيها ومشَىَ
وسَاوم عيونها وحَنَّسَها
ولا اتبَدَلت..لا استسلمت
مسكين أبوى
ضامِر مِتِل عوداً نِشِف
ومسكين أبُوه
السَّلَّ سيفو على المدافع
وصاغ صباح مليون حَرِف
ومسكينة أمى
الما غِشَت درب الكتابة
لكنها
ساعة الحريق الشال عُمُر
ناساً عُزاز نصروا الغلابه
عِرفت تَخُط حرفين كبار
رَسِمُهم حِلاَ
ولاَ مِن لَمَع لون الحِبِر
كل البلد صِبحَت دروب
مكتوبه لا
تَعَب حُرُوفها
ضِحكت عيونها
كلام أكيد
قالوه غيرى
ودايِر اقول ابيات جديده.
وشان أطوّع للحروف
العارفها مرات عنيده
ساهرت زى قطرة مَطَر
فىجناح سحابة.
وقلت يا أقدر أقول أوصافى فيها
او أصوم من الكتابة.
حاولت أرسُم ضَحْحَتَها
كل ما أحَنِّس فى الحروف
ألأقاها تابى
حاولت تانِى
بديت أعيد رسم الحروف
إصرارى!؟..لا لا
ريدى ليها الطاغى جابها
وفرحت لاَ مِن دمعة رَقَشَت
وخُفتَ تنزل
وللخطوط تَمسَح تَبَدل
وَقَفتَ حيلى بعيد مشيت
قَبَّلتَ تانى رجعت جيت.
زِدت الخطوط عايَنْت فيَها
لقيت نجم شَعّ وْحَضَن
وردة بَنَفسج جوّه غابة.
وكلمة احبك فى الفروع
مكتوبة بى صدق الغلابة.
وكوخ مَحَكّر فى القمر
قلبى البِرِيد لى بابه شابا
وفكرت تلت الليل أفسّر
وين جمال ضحكة عيونها
وين؟وين؟ وهل..؟
وهل أحرف كلامى الفيها دونها؟
وحاولت تانى
ومن جديد سِخَت الحروف
زدت الخطوط اكتر كمان
بَسَمت عيون السمحه من وسط السطور
وشوَيّه من الدايروبان.
وبديت أزيد... ومرات اعدِّل
ولما ألقىَ وَصِف جديد
أفرح واقيف فى الساحه أقدِل
وفى النهاية لقيت عيونها.
والبَرِيق الزى شموس حَاضِن سنونها.
والخدود والجيد... وخصلاتها
البِزِيد غزل النسايم فى جِنونها
كلهن ضاحكين بتَاوقوا من القصيدة
إلإ آه أنا من حروفى الفيها عاجزة
كل الكتبتُه محال يكون أبيات جديدة
محال يكون أبيات جديدة
يناير 1974م

مجموعة قصائد الشاعر : هاشم صديق

********
قرنتية …
ما غواصة روسية
قرنتية ..
لا دبابة برمائية
لا جاسوسة مدسوسة ..
لا غواصة روسية .
لا جندية في "حركة" ..
لا مختلسة مال شركة .
لا قصفت حدود "فشَلا" .
لا كسرت صريف كسلا .
لا معروفة ختمية .
قرنتية ..
لا صعلوقة لبست "شورت" .
لا بتعرف شنو البظبورت .
لا محتاجة جنسية .
هي قايلة النيل سقِف بيتها ..
وقايلة ضِفافو "محمية" .
جات منسابة عز الصيف ..
قايلة الناس بِكِرمو الضيف ..
وقايلة النيل أمان والقيف ..
وقايلة "الحاضرة" عصرية .
قرنتية ..
جات بصغارها دايرة الخير .
لا شافت يٍفَط تحذير .
لا نزحت تكوس توزير .
لا جاطت حركة السير .
لا دارت وسام تقدير .
لا مستلفة عشرين وش .
ولابتعرف تعيش بالغش .
كان محتاجة بس للقش .
وجات أحلامها دوغرية .
قرنتية ..
لا بلعت عديل السوق .
لا نضمت بدون طايوق .
لا كنزت دهب أو ماس .
لا ظلمت بدون احساس .
لا عصرت شباب الناس .
لا كتمت على الانفاس .
لا قطعت عشم بي فاس .
لا داستنا زندية . قرنتية ..
لا دست سلع في الخيش .
لا شربت مريسة عيش .
لا ضبطوها في التفتيش .
لا خانت قسم او ديش .
لا اجتمعت "بمستر جون" .
لا أكلت "مؤنة العون" .
لا سدّت علينا الكون .
لا سبت كتاب أو دين .
لا سامتنا حمرة عين .
ولا باعتنا ضهرية .
قرنتية ..
جات مشتاقة للخرطوم .
تزور أحبابها خايفة اللوم .
تصيح وتنادي بالحلقوم :-
"جنينة النزهة"
وين يا زول .
"جنينة النزهة"
وين يا زول .
………………………
لقت حال الجنينة خلا .
حليل زمنها وحليل أهلها .
لا قرنتية ..
لا أصلة .
لا صوت ككّو ..
لا بغلة .
لا حلوف ..
لا أسداً مهاب بالخوف .
لا نمراً يشد للشوف .
لا ضل فيل ..
لا تيتل جريهو جميل .
ولا غزلان ..
ولا طاؤوس يباهي النيل .
لا زفة طيور ونعام .
لا نمراً دفر قِدّام .
كل الشُلّة ياقرنتية غمضة عين ..
أحالوهم لصالح عام .
تقول الدنيا "مهدية" .
قرنتية ..
جات زي ضيفة ما غارة .
لا محتاجة لي فيزا ..
ولا تصديق على زيارة .
جات والشوق دموع حارة .
تجدد في العيون الشوف .
بين توتي وعلالي أبروف .
قايلة الدنيا لسة سلام ما خيم زمان الخوف .
لسة هناك ضفاف حرة .
ما مطمورة للمُرّة .
قايلة الناس بعزو الضيف .
ما بسوقوهو لي حفرة وجوار القيف .
ما بياكلوهو في الصفرة ومصيرو مخيف .
قايلة الحاضرة ما غابة .
وقايلة حقوقها محمية .
قرنتية ..
لا قدلت في شارع القصر .
لا حامت في وكت الحظر .
لا خشت على المأمور .
ولا نطت سلك أو سور .
لا دخلت على أمد رمان .
ولا كسرت قفل دكان .
لا دفرت على التلفاز ..
ولا عضّت كراع فنان .
لا ذاعت بيان للناس .
لا احتلت كمان "حيشان" .
ولا نصبت شبك للحشّ .
جات بصغراها كايسة القش .
تلاقي القوت صبح محظور .
وخير البقعة جوة السور .
سماحة الدنيا منسية .
قرنتية ..
لا بتعرف عجن أو لخ .
وجات احلامها دوغرية .
عجب … ساقوها جوة الفخ .
عجب … من طولها وقعت تخ .
عجب … سلخوها صبحية .
عجب … ونحنا بنسلخ الانسان .. كيف ما نغدر الحيوان .
عجب … والدنيا عصرية ؟!
قرنتية ..
لا دبابة برمائية ..
لا جاسوسة مدسوسة ..
لا غواصة روسية .. لا جندية في حركة ..
لا مختلسة مال شركة ..
ولا حزبية بعثية ..
قرنتية !!!
هاشم صديق
11/8/2001م